وصلتني مقالة الشيخ حارض الضاري عبر البريد الإلكتروني
واختلف البعض بين مؤيد ومعارض ومادح وقادح ومستأمن ومخون
وأحببت ان اوضح وجهة نظري في فهم الأحداث
أولا ) زاوية الالتقاط : من أي زاوية ترى الأحداث .
كل منا يرى الأمور والأحداث من زاويته المفضلة أو كما هو مشهور ( من أي نصف كأس ترى الأمور ؟ النصف الممتلء أو النصف الفارغ )
- · هل ترى الأمور من المنظور الإيجابي أم المنظور السلبي ( وهما وجهان لعملة واحدة فوراء كل نقمة نعمة ..في مقاييس الدنيا )
- · ما الذي تنظر إليه بالضبط ؟ أو ما الأمور التي تهتم بها ؟ او ما الأمور التي انتبهت لها ؟ البشر ، المكان ، الآراء ، التاريخ ، المعلومات ، الأنشطة ، الأموال ، ...الخ
- · هل انت ترى الأمور من داخل الأحداث أم من خارج الأحداث ؟
- · هل وقع عليك شيء من هذه الأحداث أو أنت مراقب فقط ؟
- · هل انت الفاعل أم المفعول به ؟ أم أنت الفعل نفسه...هنا خطر كبير ؟
- · هل انت الكأس أم الماء بداخله أم الطاولة التي وضع عليها الكأس أم من سيشربها .... ؟
- · هل ترى الأمور بزاوية الماضي ام الحاضر أم المستقبل ؟
ثانيا ) نوعية العدسات : بأي عدسة أو نظارة تحلل الأحداث .
قصة قصيرة :
يروى على سبيل الحكمة أن شخصا كان يرى الدنيا بطريقة غير واضحة محروم من الألوان وجمالها ومن المناظر الخلابة الأخرى وقرر أخيرا أن يذهب إلى طبيب العيون الذي وصفه له أصدقاؤه وقالوا عنه أنه ماهر في تفصيل النظارة التي تناسبه وفعلا لم يتأخر حتى جاء مشهد القصة سريعا وهو عند فني النظارات ويرتدي النظارة التي وصفها له الطبيب وكانت المفاجئة عندما صرخ بأعلى صوته ( انظروا الألوان شوفوا الدنيا الله ما أجمل الحياة يا ... ما أحلى ... ما أجمل ... ما اروع ) وانطلق صديقنا من شدة تأثره بالحقيقة الجديدة يقول للناس في كل مكان : (هذه النظارة غيرت حياتي.... كنت ما اشوف الدنيا صح .... كل شي كان غلط وغير واضح الآن الأمور أصبحت واضحة وانكشف كل شيء لي وتجلت الحقائق .... الخ )والمفاجأة الكبيرة أن صديقنا أخذ على عاتقه ان يدفع بجميع الناس وكل من يراه لإرتداء نفس نظارته كي يستطيع ان يرى الدنيا بشكل صحيح وتنكشف له الحقائق الجديدة كما رآها .وبدأ يدور ويقنع ويناقش ويؤثر في الآخرين لارتداء نظارته وفعلا قام بنسخ بعض النظارات بنفس القياس الذي يلائمه لكي يجعل الآخرين يرون الأمور بمنظوره الذي كشف له الأمور وفعلا اقتنع بعض الأشخاص بحماسه الشديد وصدق نبرته وصدق حديثه وما حدث له من تغيير وكيف تغيرت حياته وقاموا بتجريب النظارة وكانت النتيجة ان انقسم الناس من نظارته إلى أقسام :
- ( الأول : ناسبته إيجابا وبقي مرتديا لها بل انضم له بالدفاع عن هذه النظارة وكيف تجعلك تتضح الأمور وما يحدث )
- ( الثاني : لم تناسبه بل أثرت عليه سلبا وزادت في عدم وضوح الأمور بالنسبة له وبدأ في معارضة هذه النظارة واثرها السلبي ................)
- (الثالث : يرى أنها نظارة فقط وقد تناسب البعض وقد لا تناسب البعض وينبغي أن نحترم حاجة كل شخص وفهمه وزاويته وما يناسبه ونسعى لكشف النظارة التي تناسبه حتى لا نتسبب له بالأذى أو التشويش أو غير ذلك ) ويمكن أن نقول هنا انه هو الطبيب
- (الرابع : لا يهمه النظارة لبسها ام لم يلبسها فالأمور سواء اتضحت له الأمور أم لم توضح له الأمورفليست المسالة مسالة نظارة ورؤية ما يحدث بوضوح إنما المسألة مسالة حياة أو موت و المهم أن يوفر الأكل والشرب والبقاء علي قيد الحياة له ولمن حوله ) .
- ( الخامس : البعض يرى ان هناك أكثر من نظارة تناسبه فللنظرة القريبة نظارة والنظرة البعيدة لها نظارة وهناك نظارة شمسية وهناك نظارة للوقاية من الأشعة وهناك عدسات ملونة لا يعرف البعض صدقها من كذبها ويتلون الشخص بها حسب ما يعجب أصحاب النظارات الأخرى ..... الخ )
وصلت الفكرة من القصة بالتأكيد فما يناسبك قد لا يناسب غيرك فاحترم ما يناسب الآخرين وإن كنت ترى أن الحق كل الحق معك . وهنا يأتي شرح مذهب من مذاهب أصحاب أصول الفقه ( فكرة تعدد الحقق عند الخلق وعند الله تعالى ) يمكنك قراءة كتاب الدكتور وهبة الزحيلي في اصول الفقه . فالبعض منا يرى الأمور من خلال نظارته الخاصة أو النظارة التي قدمها له الأخرون ليلبسها ويرى الأمور من خلالها وهي على الأقل صحيحة ومناسبة بالنسبة له ويا ليت نستطيع على الأقل ولو مرة واحدة فقط أن نرى من زاوية نظر الشخص + من نظارته الخاصة ثم نتواصل لكي نفهم الأمور بالشكل المتكامل الصحيح وأتوقع الكل يوفقني في هذه المسألة ولو مرة واحدة فقط
- · من هو الطرف الأول ؟
- · من هو الطرف الثاني ؟
- · من هو الطرف الثالث ؟
- · من هو الطرف الرابع ؟
- · من هو الطرف الخامس ؟ أخطرهم على الإطلاق من وجهة نظري غذا كنتم تشاركونني الرأي ؟
- · مع اي طرف تقف أنت ومع من وأين نظارة تلبس وتعجبك ؟؟
ثالثا ) التفاعل مع الأحداث : كل إناء بما فيه ينضح .
( بما انك ترى الأحداث من زاوية محددة فبالتأكيد ستركز على امور محددة ومعلومات محددة وتصل لنتائج محددة تمثل جزء من الصورة وليست كل الصورة وبالتالي ستصدر أحكاما بناءا على الأمور التي ركزت عليها وما انتبهت إليه من هذه الأحداث . وبالتالي ستبدأ بإظهار سلوكك المبني على فهمك وحكمك الخاص على الأحداث من خلال النظارة التي تلبسها .
- · هل ستركز على الفعل أم رد الفعل ؟
- · هل سترد من خلال مشاعرك أم من خلال عقلك ؟
- · هل سترد من خلال نظارتك أم نظارة الأخرين أم تدمج بينها ؟
- · هل سترد أم تكتفي بالانتظار والمراقبة كيف سيفعل الآخرون؟
- · هل سترد من خلال الأمور الحاصلة والتي عليها ادلة أم حدسك لما تتوقع أن يحدث ( إسرائيل تستخدم أسلوب الحدس مع الغرب لما يمكن أن يحدث وليس ما هو حادث )
الآن نذهب للسؤال المهم كيف يفهم الشيخ الضاري الأحداث أو أي شخص آخر
وإليك الطريقة لتحليل خطاب الشيخ الضاري أو أي شخص ىخر
أجب عن الأسئلة السابقة فقط
لأنني أثق أن كل منكم سيرى خطابه بطريقة مختلفة
واترك لك الخيار لتفهم الأحداث بطريقتك
في انتظار ردودكم .....وإن رأيتم في المقالة خيرا فانشروها
لعل شخص ما تعجبه نظرتي الخاصة للأمور ؟؟؟؟
وإن كان البعض يرى أن نظرتي للأمور ليست صحيحة ... فليدعوا لي بالهداية إلى نظارته ( عفوا نظرته )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق